زراعة
القوقعة
تاريخ
ظهورالقوقعة:
كانت
البداية الفعلية المكتوبة حول زراعة القوقعة عام 1957 في فرنسا على يد Djourno & Eyries، أما المحاولات الاولى فقد بدأت في الولايات المتحدة الامريكية
عام 1961 حيث تم زراعة جهاز ذو قطب واحد لدى مريض كما قام بزراعة عدة أجهزة أخرى
في نفس السنة، أدت الى تحسن السمع لديه الا أنه لم يستطع فهم الكلام. لكن خلال
عدة أسابيع تم تحسين الاجهزة بواسطة السليكون، وقد شجعت هذه النتائج على جعل أحد
المهندسين ينفق عدة سنوات لتصميم كل من الاقطاب الخارجية والاقطاب المزروعة.
وفي عام 1964 تمت محاولة ستانفورد
لتحسين أجسام الخلايا في العقد العصبية بزرع مجموعة من ستة أقطاب في المركز
الرئيسي للحرقفة حيث استطاع المرضى أن يميزوا اشارات الكلام الا أنهم لم يفهموا
الكلام. وترتب على ذلك عدم الاهتمام بنتائج هذه الابحاث الا بقدر ضئيل جدا خاصة
بعد أن عقد المؤتمر الجراحي لزراعة القوقعة عام 1965 والذي كان مثيرا للجدل من
خلال السلبيات الناتجة عن استخدم هذه الطريقة. الا أن هذا الجدل حمل العديد من
الاطباء والباحثين على تجريب هذه الطريقة واختبارها وهذا يظهر في عدد الدراسات
والابحاث التي أجروها فيما بعد ضمن ثلاثة أجيال.
حيث ظهر الجيل الاول في عام 1969
حين قام House بسلسلة من الاختبارات لزراعة القوقعة استحدم معها أنظمة قطبية
مكونة من 5 أقطاب، الا أنه لم يلاحظ أي تحسن في القدرة على تمييز الكلام لدى
المرضى المقارنة بنظام القطب الواحد.
ونتيجة لتضارب نتائج الابحاث حول
زراعة القوقعة بقي المهنيين حذرين في استخدام هذه الطريقة خاصة مع غياب المقالات
والابحاث المنشورة في المجالات المتخصصة. الا انه في عام 1978 بدأ الاهتمام من
أجهزة الاعلام مما أدى الى تقديم عدة طلبات لتمويل الابحاث حول زراعة القوقعة من
قبل المركز الوطني الصحي. وقد تم نشر نتائج الابحاث والتي اكدت ان بعض المرضى قد
تحسنتت قدرتهم على فهم الكلام، كما زادت قدرة البعض على فهم اصوات البيئة، فضلا
على أن زراعة القوقعة قد ساعدت المرضى على التحكم بأصواتهم.
أما الجيل الثاني فقد بدأ ببداية
الثمانينات من خلال زراعة الأقطاب المتعددة وقد حدث ذلك في الولايات المتحدة
الامريكية وفي استراليا وباريس، حيث أجريت العديد من الدراسات والتي أثبتت
فعالية زراعة الاقطاب المتعددة في فهم الكلام وفي زيادة نمو الكلمات والجمل.
في حين اخذ الجيل الثالث اتجاه
تطوير الاجهزة المستخدمة مع زراعة القوقعة، حيث قام المعهد القومي للصحة عام
1985 بتطوير معالج جديد يساعد زارعي القوقعة على فهم الكلام والحديث. كما اجريت
تطورات اخرى في العام 1986-1987 من قبل مجموعة من الشركات، التي أثبتت أن المرضى
الذين استخدموا هذه الاجهزة المطورة قد حصلوا على علامات كاملة في اختبارات فهم
الجمل، كما حصلوا على درجات في السمع تقارب السمع الطبيعي بعد ان أجريت عليهم
اختبارات سمع.
المستفيدون من زراعة
القوقعة:
عادة ما نجد الأفراد المصابون بصمم
شديد الى شديد جدا ممن يتراوح فقدانهم السمعي من 80 ديسبل فما فوق، من الذين لا
يستطيعون الاستفادة من المضخمات(السماعات) المألوفة هم المرشحون لزراعة القوقعة.
حيث أن الصمم الشديد جدا قد ينتج عن فقدان وظيفة الخلايا الشعرية في القوقعة،
والتي تؤثر على توليد النبضات العصبية والنشاط الكهربائي في العصب
السمعي.
تصنيف زراعة القوقعة:
ويشير جيرجر الى أن زراعة القوقعة
تصنف ضمن مجموعتين:
- زراعة القوقعة للكبار: الذين
ولدوا صما أو أصيبوا بالفقدان السمعي بعد الولادة ويمكن أن يستفيدوا من
زراعة القوقعة خصوصا كمساعدة لقراءة الشفاه.
فقد أثيتت
الدراسات التي اجريت بهدف معرفة أثر زراعة القوقعة على الكبار الذين ولدوا صما
أن هناك شكوك في مدى فهمهم للأصوات بعد عملية زراعة القوقعة وذلك لعدة اسباب
أهمها: أن الفرد قد لا يكون لديه ذاكرة حول احرف العلة وكيف تبدو، كما ان الجهاز
السمعي قد يكون مدمرا نتيجة حرمان الفرد من السمع فترة طويلة، وهذا يؤشر الى ان
النظام السمعي لن يتجاوب مع الصوت، لأن حجم خلايا الجسم في مركز السمع والجهاز
العصبي تكون قد تقلصت، هذا بالاضافة الى ان عملية التحفيز التي تحدث خلال مرحلة
الطفولة بغرض تشكيل الروابط العصبية لن تنمو وتتطور بشكل طبيعي في غياب عملية
التحفيز ولذا يتوقع أن تكون استجابتهم غير طبيعية.
ولذا تشير
معظم الدراسات ان الكبار الذين كانوا صما منذ الولادة قد سجلوا استجابات قليلة
جدا من الفهم للكلام بواسطة الزراعة. في حين اشارت القليل من الدراسات ان عددا
قليلا من الافراد قد حققوا تقدما في فهم الكلام في مستوى عالي. مع أن العديد من
الافراد الذين لم يحصلوا على فهم للكلام يلبسون اجهزتهم يوميا ومرتاحين بها،
وذلك بسبب:
أ.
أن الجهاز يمكنهم من السمع.
ب.
أن الجهاز يساعد على سماع الكلام.
ت.
أن الجهاز يمكنهم من تمييز بعض الاصوات مثل رنين
الهاتف.
ث.
أن زراعة القوقعة تمكنهم من تنظيم انتاج الكلام بشكل
جيد مما يؤدي الى تحسين نوعية الصوت.
أمّا فيما
يتعلق بالدراسات التي بحثت في زراعة القوقعة للكبار الذين أصيبوا بفقدان سمعي
مكتسب فقد أثبتت الدراسات أنهم يستفيدون من زراعة القوقعة بشكل اكبر وذلك بسبب
معرفتهم بالاصوات وسماعهم لها من قبل، ولذا نجدهم قادرين على سماع وتمييز
الاصوات وفهم الكلام العادي، وسماع الاصوات البيئية. الا ان بعضهم أشار الى أنهم
قد يجدون بعض الصعوبات في سماع الاصوات ضمن المجموعات الكبيرة او المسافات
البعيدة ذات الحواجز (كالابواب)، كما انهم يجدون صعوبة في فهم كلام بعض الاطفال
في مراحل عمرية معينة، أو في الحالات التي يقف فيها المتحدث في مكان لا يقابل
فيه زارع القوقعة.
- زراعة القوقعة للاطفال الصغار:
الذين لديهم فقدان سمعي شديد جدا، ولا يستفيدوا من السماعات الطبية
الاعتيادية، ويمكن ان يستفيدوا من زراعة القوقعة.
وفي هذا
الصدد أشارت الدراسات أن الاطفال الذين اجروا عملية زراعة القوقعة من مستخدمي
لغة الاشارة والذين كانوا يعانون من صعوبة فهم الكلام أن مهارات التواصل لديهم
قد تحسنت بشكل ملحوظ. وهذا ما أكده كل من Kuwin & Stewart في الدراسة التي اجرياها على أطفال يعانون من اعاقة سمعية
شديدة، كما أضافا الى انه يمكن ملاحظة التحسن الملحوظ في مهارات التواصل وسمع
الكلام لزارعي القوقعة من خلال متابعتهم لفترات طويلة، خاصة وأن لغة الطفل تتحسن
دوما مع تقدمه في العمر.
فقد أثبتت
الدراسات انه كلما كان عمر الطفل صغيرا أثناء اجراء عملية زراعة القوقعة كلما
كان ذلك ذلك أفضل، وهذا ما أشارت اليه دراسة من ان الاطفال الذين يقل أعمارهم عن
خمس سنوات هم أكثر استفادة من زراعة القوقعة اذا ما قورنوا بغيرهم.
مكونات زراعة القوقعة:
1. ميكرفون
يلتقط الاشارات.
2. سلك صغير
يستقبل الاشارات من الميكرفون.
3. معالج
للاشارات يستقبل الاشارات المحولة عبر السلك.
4. بطارية
تقوم بشحن المعالج وتقوم بجعل الاشارات مناسبة الاحساس من قبل الجهاز العصبي.
5. محول
الذبذبات الاشعاعية الذي يستقبل الاشارات المعالجة من قبل السلك.
6. المستقبل
المزروع تحت الجلد فوق أو خلف الاذن، والذي يستقبل الاشارات التي يرسلها المحول
عبر الجلد.
7. مجموعة من
الاسلاك الرفيعة التي تستقبل الاشارات وتنقلها الى القطب الكهربائي المزروع في
الاذن الداخلية أو القوقعة.
آلية زراعة القوقعة:
زراعة القوقعة مصممة لاثارة العصب
السمعي مباشرة. حيث تزرع اقطاب كهربائية في القوقعة. القطب الكهربائي الذي يكون
ملحقا او مربوطا مع دورة كهربائية مزروعة في العظم الصدغي. الاشارات الصوتية
تستقبل بواسطة ميكرفون ملحق أو مربوط مع مضخم بالغ التعقيد. المضخم عندئذ يرسل
اشارات للقطب بواسطة الدورة المزروعة. وعندما يستقبل القطب الكهربائي الاشارة
فانه يزود باشارات كهربائية للقوقعة، وبالتالي اثارة العصب السمعي.
خطوات زراعة القوقعة:
تمر زراعة القوقعة بثلاث خطوات هي:
ما قبل العملية الجراحية، وفترة الجراحة والنقاهة، وفترة ما بعد الجراحة أو ما
تعرف بفترة اعادة التأهيل. وسنتناول كل منها بشيء من التفصيل فيما يلي:
اولا: فترة ما قبل
الجراحة:
- اجراء اختبارات سمعية وطبية
متتابعة قبل اجراء الجراحة لتقييم مدى استفادتهم من عملية الزراعة.
- اجراء تقييم نفسي للمعاقين
سمعيا وآباءهم للتاكد من معرفتهم بخطوات العملية وما قد يترتب عليها من
آثار.
- تحديد نقاط القوة والضعف التي
يمكن أن تساعد أو تعيق التكيف قبل عملية الزراعة.
- تطوير خطة سلوكية لاعادة
التأهيل السمعي.
- تحديد المشكلات السلوكية التي
يعاني منها المعاقين سمعيا الذي سيخضعون للعملية كالشعور بالاحباط.
- اجراء مقابلات مع المرضى يتم
من خلالها عرض كافة المعلومات الضرورية عن عملية الزراعة، وكيفية حدوثها
وما يسبقها ويعقبها، وما هي مزاياها وسلبياتها المحتملة.
ثانيا: فترة الجراحة
والنقاهة:
عادة ما تتطلب فترة النقاهة الصبر
والتكيف من المرضى نتيجة لما يشعرونه من الاحباط والخوف والتوقع، لذا هم يدركون
أن الاسابيع الاولى هي الفترة الاصعب.
مما يحتم على الفريق القائم عليهم
تقديم برنامج مكثف يتضمن نوع من التدريب والمعالجة النفسية، وذلك بسبب مشاعر
الخوف والقلق التي يشعرونها من نتائج العملية الجراحية، هذا بالاضافة الى قلقهم
على مظهرهم الخارجي فيما يتعلق بشعرهم ووضعية رأسهم اثر العملية الجراحية.
ثالثا: فترة اعادة
التأهيل:
وتتم فترة اعادة التأهيل بعد 3-5
أسابيع من اجراء العملية، وفيها يتم تفصيل الاجهزة التي تساعد المرضى على تلقي
بعض الاشارات غير الطبيعية التي تنقل لهم بواسطة الجهاز، بحيث يتم تدريبهم على
المهارة الاولى من خلال جمع النماذج الصوتية الكهربائية مع النماذج التي كانوا
يسمعونها والتي تكون ذات معنى لهم. ولذا يفضل الاسراع في ارتدائهم للجهاز
واستخدامهم له، لان ذلك يساعدهم على سرعة التعلم وتحسين مهارات الكلام والتواصل
مع الاخرين خلال هذه الفترة.
العوامل المؤثرة في نجاح زراعة
القوقعة:
أجمع العديد من العلماء ان هناك
عددا من العوامل التي قد تؤثر على نجاح زراعة القوقعة للمعاقين سمعيا من حيث
الاستفادة، وقد حصروا تلك العوامل بالآتي:
أ.
العمر الذي أصيب فيه الشخص بالفقدان السمعي.
ب.
المستوى التعليمي والاداء الاكاديمي للشخص.
ت.
مدى تأثير البيئة المنزلية على الشخص، من حيث القبول
والتقبل.
ث.
الاسلوب او الطريقة التي يستخدمها الشخص قبل اجراء
العملية الجراحية.
ج.
كثافة برنامج التدريب واعادة التاهيل السمعي الذي
يتلقاه بعد اجراء عملية زراعة القوقعة.
الاتجاهات حول زراعة
القوقعة:
تضاربت آراء العلماء والاطباء حول
زراعة القوقعة من مؤيدين ومعارضين، فظهر هناك اتجاهان متعاكسان حول هذه القضية،
هما:
- الاتجاه الاول: ويؤيد فيه
الباحثين والاطباء عملية زراعة القوقعة لانها من وجهة نظرهم تساعد على
تدريب وتعليم وتربية المعاقين سمعيا كأحد أفراد المجتمع، فهي بهذه الطريقة
تسمح بدمجهم في ظل الحياة الطبيعية العادية التي لطالما حرموا منها، على
أساس أنها من تحسن قدرتهم على اكتساب واستخدام اللغة العادية، فضلا على ما
سوف تتركه عليهم من آثار ايجابية في النواحي الاجتماعية والنفسية
والاكاديمية.
- أما الاتجاه الثاني: فهو يعارض
عملية زراعة القوقعة لان الباحثين يرون أنها تحرم المعاقين سمعيا من ثقافة
الصم التي اعتادوها وأصبحوا جزءا من عالم السامعين، وان حدث ذلك الا أنهم
سيواجهون مشاكل شاقة في فهم وادراك الحديث المتداول امامهم لفترات طويلة
نسبيا على احسن الظروف.
والمتأمل لهذين الاتجاهين يجد أن
لكل منهما مزايا وعيوب، قد تجعل لكل وجهة نظر منطقية الى حد بعيد ان أغفلنا وجهة
النظر الاخرى. فالسؤال الذي قد يطرح نفسه علينا الان الى أي مدى قد تكون عملية
زراعة القوقعة مفيدة للاطفال؟
ولنجيب على هذا التساؤل قد نحتاج
لعرض نتائج مجموعة من الدراسات التي بحثت في هذا الموضوع من زوايا متعددة. حيث
تعددت الدراسات التي بحثت في زراعة القوقعة من حيث العمر الزمني فكان منها ما
اجري على الاطفال قبل سن 5 سنوات، ومنها ما أجري على الاطفال بعد هذا السن وذلك
لبحث أثر زراعة القوقعة على ادراك وفهم الكلام، وسنعرض في الاسطر التالية نتائج
بعض الدراسات في ذلك.
فقد قام ماياموتو (Miyamoto, 1993) باجراء دراسة مقارنة حول أثر زراعة القوقعة على مجموعة من
الاطفال المصابين بالاعاقة السمعية منذ الولادة قد بلغ عددهم 11 طفلا، ومجموعة
من الاطفال المصابين بالاعاقة السمعية بعد الولادة والبالغ عددهم 18 طفلا، وقد
تراوحت أعمار الاطفال في المجموعتين ما بين سنة الى 4 سنوات، الا ان نتائج دراسته
لم توضح وجود أي فروق بين المجموعتين في أداء وفهم الكلام.
الا أن هذه النتيجة لا تتفق في احدى
زواياها مع ما توصل اليه والتزمان Waltzman من خلال الدراسة التي أجراها على 14 طفل
أصم يبلغون الثالثة من عمرهم، من زارعي القوقعة والذين قد تلقوا تدريبا شفويا مكثفا
مع اعادة في التأهيل، حيث قام بتتبعهم خلال حقبة زمنية استمرت العامين، والتي
على آثرها توصل الى ان هؤلاء الاطفال قد حققوا مستويات عالية جدا في أداء وفهم
الكلام.
وهذا ما تؤكده دراسة دوميكو ولابفير
(Domico & Lupfer, 1994) التي
أشارت الى تحسن أداء وفهم الكلام الاطفال الذين قاموا بزراعة القوقعة قبل سن 5
سنوات، كما أشارا أن تحسن في أداءهم وفهم الكلام مرتبط بالعمر الذي حدث فيه
الفقدان السمعي والعمر عند زراعة القوقعة.
الا ان نتائج هذه الدراسات قد خالفت
نتائج بعض الدراسات الاخرى كالدراسة التي أجراها فيرنون وبول (Vernon &
Poole, 1996) على 80 طفل ممن قاموا بعملية زراعة
القوقعة بعد سن الخامسة والذين لم يظهروا أي تحسن بعد اجراء العملية في أداء
وفهم الكلام.
فبعد هذا العرض الموجز عن نتائج بعض
الدراسات يمكننا القول انه قد يكون منن الصعب علينا الحكم على أثر زراعة القوقعة
بناء على العمر الذي يتم فيه اجراء العملية الجراحية. فقد أشارت أحد الدراسات أن
الاطفال الذين استخدموا زراعة القوقعة والذين كانوا يعانون من صعوبة في فهم
الكلام والذين كانوا يستخدمون لغة الاشارة قبل الزراعة أن مهارات التواصل لديهم
قد تحسنت بشكل ملحوظ.
الا ان الدراسة التي اجراها كلاوين
وستيوارت (Kluwin & Stewart, 2000) على
مجموعة من طلبة المرحلة الابتدائية من زارعي القوقعة، أشارت الى عدم تحسن ملحوظ
في قدراتهم الكلامية بعد ملاحظتهم لمدة زمنية بلغت 6 أشهر. الا أن الدراسة قد
توصلت الى انه يمكننا الحكم على نجاح وأثر زراعة القوقعة من خلال متابعة تحسن
مهارات الكلام والتواصل مع تقدم الزمن، وخاصة وان لغة الطفل تتحسن وتنمو دوما مع
تقدم العمر اذا ما تم توفير التدريب المكثف.
هكذا نجد أن هناك تفاوت في نتائج
الدراسات في اثبات مدى فاعلية عملية زراعة القوقعة للمعاقين سمعيا، وقد يرجع ذلك
التفاوت لعدة أسباب منها عينة البحث، وعدم ثبات متغيرات البحث، او طول فترة
المتابعة، أو بعض العوامل النفسية والاجتماعية للاطفال، أو خبراتهم
المعرفية،...الخ، وعوامل اخرى كثيرة لا تجعلنا نجزم بنتائجها، خاصة أن المهارات
اللغوية والتواصلية هي من أكثر المهارات تداخلا مع القدرات المختلفة.
|